فاتنتى . . بقلم عسيرى السوهاجى

من طرف عسيرى السوهاجى السبت مارس 26, 2011 7:01 am

فاتنتى
فاتِنتى إلى صرحي تعالي

واصغي سَأُسمعُكِ مَقَالي

خُذيهَا مِنِّى صَادَقةً نَقيَّه

فمَن في النَّاسِ ينصَحُكِ مِثَالي

مُحٍبٌ والمُحِبُّ لكِ نَصوحٌ

وغيري بِالنَّصيحَةِ لا يُبَالى

فَدَعكِ مِنْ تَحَرُرِكِ الكَذُوبِ

ودَعكِ مِنْ غُرورِكِ بِالجَمالِ

فحقاَ أنتِ قَد نِلتي جمَالا

وفَاقَ جَمَالُكِ أُفَقَ الخَيَالِ

جَبِينُكِ نَاصِعٌ كالبَدرِ نُورَا

وعَينُكِ تَبرُقُ كمَا عَينِ الغَزَالِ

وخدَّاكِ كَوردٍ نَرجسيٍ

وشَعرُك ِكمَا سُودِ الليالي

لكِ أنفٌ كمَا عُودِ الأراكِ

دَليلٌ عنْ شُمُوخِكِ والتَّعَالي

وفَمُكِ كَالورودِ يَفيحُ عِطراً

ورِمشُكِ كمَا سَهمُ النِّبَالِ

وصوتُكِ كمَا تَغريدِ طيرٍ

وبَسمَتُكِ كمَا لَحنِ الوصالِ

وهيفاءُ القَوامِ بغيرِ مِثلٍ

فَمِشيتُكِ تَميلُ إلى الدلالِ

وإنِّى قَد وصَفتُكِ بِالجميلَه

وحقَّاً أنتِ رَمزاً للجمالِ

وُهبتِ ذا الجمَالِ بِغيرِ كَسْبٍ

مِنَ اللهِ العليِ ذي الجلالِ

أمرتي أن يكونَ مِلكَ زَوجٍ

جَمالُكِ ليسَ مِلكَاً لِلرِجَالِ

يَرونَ مِن مَفاتِنِكِ حَرَاما

فمَا للزوجِ يُنظَرُ بِالحلالِ

وقَد أُمِرَ النِّسَاءُ بَأنْ يَصُنَّ

مَفاتِنَهُنَّ عَن مَرئي الرِجَالِ

ويُرمَى كُلُّ رُخْصٍ في القِمَامَه

ويُحفَظُ في الخَزائِنِ كُلُّ غَالى

فإن كانَ جَمالُكِ مَحضَ رُخْصٍ

فأعطيهِ الرِّجَالَ ولا تُبَالي

وإن كانَ جَمالُكِ ذُو مَقامٍ

فَلا تُبديهِ إلا بِالحلالِ

تَصومِي أو تُصَلِّى أو تُزَكِّى

فَذاكَ الخَيرُ مِن نِعمَ الخِصَالِ

فلا كَذبٌ ولا مِنِكِ نَميمَه

ولا تَنسى فُروضَكِ أو تُغَالي

فَهذا الخَيرُ مِن أمرِ الإلهِ

كمَا الأمرُ بِتغطِيةِ الجَمَالِ

أمْ أنتِ كاليهودِ تُؤمنينَ

بِبَعضٍ وتَكفُرينَ ولا تُبَالي

فأنصَحُكِ وأصدُقُ في النَّصيحَةِ

فإيـــــــاكِ وتَغرِيرُ الرِّجَالِ

فبُغيَتُهُم يًرونَكِ كالعُراةِ

ليَقضُوا مِنَكِ شَهَواتِ البِغَالِ

فإنَّهمُ أُناسٌ بَلْ ذِئابٌ

ودَيدَنُهُم هو سَفكُ الحَلالِ

وقَولُهُمُ فذَا كَذبٌ مُبينُ

ودِينُهمُ هو نَشرُ الضَلالِ

دُعاةٌ للسفورِ بِكلِّ وادٍ

ويَلقونَ العفَافَ بِالقِتَالِ

أُناسٌ في الخِداعِ قَد تَرَبَوا

وقَد شرِبوا مَنَاهلَ الاحتَيالِ

ليَحتالوا على أهلِ العَفَافِ

وكَم سقَطَت فتاةٌ في الأعالي

فإياكِ أُخيَّةَ أن تَكوني

كَمَنْ أخَذَ الرَّخيصَ بِكلِ غالى

وقَد يُشرَى السُّفورُ بأي مالٍ

ولا يُشرَى العَفافُ بأي مَالِ

أُخيَّتي قَد نَصَحتُ بِكلِّ صِدقٍ

بِمَا خَطَّت يَميني في مَقالي

وإنْ لمْ تَقبَلي قَولي ونُصحي

سَتَكشِفُ مَا أقولُ لَكِ الليالي

بِقلم

عَسيري السُّوهَاجي